أردوغان، لا تكن درعا للارهاب الصهيوني!
أردوغان، لا تكن درعا للارهاب الصهيوني!
الهجمات التي كانت تشنها الدولة الاسرائيلية الصهيونية على غزة منذ حوالي عشرة ايام، توقفت حاليا بعد اعلان وقف اطلاق النار . ولكن المشاكل مازالت مستمرة، وتشكل تهديدا على للمستقبل. ينبغي على شعوب تركيا والدول العربية فهم اصل المشكلة واتخاذ موقف اكثر فاعلية ازاء اسرائيل الصهيونية، ورفض سياسات النفاق التي تتبعها دولهم.
ان الذي يوقف اسرائيل، المقاومة وليست سياسات النفاق!
ان موجة الهجمات التي بدأت بعد قيام اسرائيل الصهيونية بقتل احمد الجعبري القيادي في كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس و12 شخصا احدهم طفل في هجوم صاروخي، انتهت بوقف اطلاق النار مساء يوم الاربعاء المصادف للحادي والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر. واسفرت هجمات اسرائيل الصهيونية عن مقتل 161 شخصا 42 منهم من الاطفال واصابة 1222 شخصا بجراح.
هذا يظهر وحشية الهجمات الاسرائيلية الصهيونية. هذه الوحشية اسفرت عن ردود فعل محقة في انحاء مختلفة من العالم. ومع ذلك، فاذا لم تتحد ردود الفعل هذه مع رؤية الحقائق السياسية الكامنة وراء الهجمات الاسرائيلية الصهيونية، ستسفر فقط عن اراحة الضمائر، ولكن لن يكون لها فائدة حقيقة للفلسطينيين ولا لشعب المنطقة.
لا يمكن الحديث عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها
لا يمكن الحديث في اي شرط او ظرف عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لان اسرائيل هي دولة دين عنصرية تسيطر عليها الايديولوجية الصهيونية، هدفها منذ تأسيسها هو ازالة العرب من فلسطين. ولهذا السبب هي مستمرة بهجماتها على شعوب المنطقة وعلى رأسهم الفلسطينيين.
علاوة على ذلك، هذا الهجوم الصاروخي الذي شنته اسرائيل واسفر عن بدء الهجمات الاخيرة، استهدف سيارة جيب عسكرية، واسفر عن اصابة اربعة عسكريين. يعني ان الهجوم كان يقصد هدفا عسكريا. لم يقتل هذا العام اي مواطن اسرائيلي بهجوم صاروخي الى حين بدء الهجوم الاسرائيلي. وعدد المواطنين الاسرائيليين الذين فقدوا حياتهم جراء الهجمات الصاروخية التي عملت اسرائيل ضجيجا عنها، لا يتعدي العشرين منذ عام 2004 .
يتم دعم وتمويل والدفاع عن سياسات اسرائيل واعتدائاتها من قبل الامبريالية الامريكية. الولايات المتحدة الامريكية التي اعلنت عن دعمها لـ"حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" فور البدء بهجماتها على غزة، تعتبر اقوى داعم لاسرائيل في المنطقة. والامبريالية الاوروبي تقدم الدعم لاسرائيل الصهيونية مقابل مظاهر الحساسية الانسانية المزعومة الظاهرية، وتقف وراء "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" ضد حماس.
لا يمكن لاحد ان يكون صديقا مع الولايات المتحدة الامريكية وفلسطين في ان واحد
ان استمرار اسرائيل الصهيونية بادامة تواجدها على الاراضي الفلسطينية، لا يعتمد فقط على قوتها المسلحة الشخصية وعلى الدعم الامبريالي لها، بل يعتمد في نفس الوقت على صمت ونفاق الانظمة العربية المتعاونة معها. وكون تركيا الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية الامبريالية، من اهم الاسباب على صمتها ازاء الوحشية الصهيونية لاسرائيل مهما كانت العلاقات متدهورة فيما بينهما. وذلك لانه لا يمكن لاحد ان يكون صديقا للولايات المتحدة الامريكية وفلسطين في ان واحد.
بعد الهجمات الاخيرة التي استهدفت غزة، فأن الحساسية التي ابدتها العديد من الدول وعلى رأسها تركيا ومصر، وتنديد اردوغان باسرائيل بلهجة شديدة ، وقيام وزراء خارجية 11 دولة من دول الجامعة العربية الراعية السرية والفعلية لاسرائيل بتعاونها معها، لم يغير هذه الصورة.
الخوف من اسرائيل يُصمت، الخوف من الثورة يُحدّث
بالطبع فأن زيارة غزة تعتبر خطوة الى الامام بالنسبة للصامتين والمتعاونين في الجريمة في الماضي، وهي مظاهر لدعم غزة. اذا كان هناك ارتفاع في نسبة الانتقادات الموجة لاسرائيل حاليا، واذا انتهى صمت الدول العربية التي اجرت زيارة الى غزة، فمن الغباء انساب هذا العمل لزعيم او لاخر. بعد نجاح الثورة العربية بالاطاحة باكبر دكتاتورين متعاونين مع اسرائيل في المنطقة (بن عي في تونس ومبارك في مصر)، زادت فاتورة الصمت ازاء اسرائيل. كفاح الكتل العربية المتمردة وتأثيراتها في العالم الاسلامي، باتت تخيم الانظمة. في الماضي كان هناك فقط فاتورة للتحرك ضد اسرائيل والزعماء كانوا يخافون فقط من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، اما الان فهم يخافون من شعوبهم ايضا، وهذا الخوف يدفعهم للتحرك.
دبلوماسية وقف اطلاق النار المنافقة
يباشرون بالتحرك ولكن بشكل منافق ومُرعب. في اليوم الذي زاروا فيه غزة، في الوقت الذي كان فيه وزراء الجامعة العربية وتركيا في غزة، الات الحرب الاسرائيلية كانت تقتل 27 انسانا. ان اسرائيل تتحدى وورائها الولايات المتحدة الامريكية واوروبا. والنتيجة السياسية للقذائف التي سقطت على غزة والوزراء يتجولون فيها، تسريع دبلوماسية وقف اطلاق النار وليس زيادة ردود الفعل ازاء اسرائيل.
ينبغي الفهم الجيد للمعنى السياسي لوقف اطلاق النار. نعم الشعب الغزي سُعد لوقف اطلاق النار. وذلك لانه فقد 161 من ابناءه وواحدا من قادته العسكريين. الصواريخ الاسرائيلية التي فتحت حفرا عميقة كانت تسقط عليهم. من لا يشعر بالامتنان من توقف الموت الماطر من السماء ولو لوهلة؟ ولكن ينبغي ادراك نفاق الاشخاص امثال داوداوغلو ومرسي الذين ينتضرون الشكر من الشعب الغزي وكأنهم حققوا انتصارا كبيرا. انهم دخلوا مرة اخرى داخل المعركة وامسكوا من ذراع المظلوم.
المقاومة هي التي ستوقف اسرائيل
يقول وزير الخارجية الاسرائيلي "لقد حققنا عملا ناجحا جدا". لا! لم يحققوا عملا ناجحا! لقد هاجموا بحقارة. وجدوا امامهم مرة اخرى شعب غزة " اختار الموت بعزة بدل العيش تحت الذل.".
ان مقاومة غزة هي التي دفعتهم الى وقف اطلاق النار والعدول عن عملية برية. حسبهم، فكان السبب هو عدم تمكن نظام الدرع الصاروخي لاسرائيل والمسمى "القبة الحديدية" من تدمير نصف الصواريخ الموجهة من غزة. بل هو تمكن المقاومين من الحصول على ارقام الهواتف النقالة للجنود الاسرائيليين وارسال رسائل المقاومة اليهم والخفض من معنوياتهم. اصرار المقاومين الغزيين بالقول ، العملية البرية "فرصة لنا لاحكام قبضتنا على الجنود الاسرائيليين. ".
كانت ايران قد اعلنت ارسالها الاسلحة الى غزة وايصالها الى مكانها المعني. الصواريخ التي قذفتها حماس نحو اسرايل كان ايرانية الصنع. ان استمرار الحرب لفترة طويلة حمل امكانية تقارب الشيعة والسنة والمجاميع الصهيونية ، والذين كانوا قد شهدوا انفراجا في علاقاتهم بسبب الحرب الطائفية واصبحوا وجها لوجه وبشكل واضح في سوريا. وألم الصفعة التي تلقتها اسرائيل من حزب الله في لبنان عام 2006 مازال باقيا.
مصر، افتحي بوابة رفح لجميع انواع المساعدات! تركيا، لا تكوني درعا!
والان لدى النظر الى الوضع تح ضوء هذه المعطيات، فأن المفهوم السياسي لدبلوماسية وقف اطلاف النار يظهر بوضوح اكثر. دولتنا تركيا ومصر، جعلتا نفسيهما في وضع ابطال الدبلوماسية. تركيا فقط من هذه الدول تعتبر درعا لاسرائيل بنظام الدرع الصاروخي في مدينة ملاطيا وجنودها الموجودين ضمن قوات اليونوفيل في لبنان ضد حزب الله. اردوغان وصف اسرائيل بشكل صائب جدا بالقول "دولة ارهاب". ولكن اردوغان نفسه يعتبر درعا "للارهاب الصهيوني" وسيستمر بذلك مع استمرار وجود القوات التركية ضمن قوات اليونوفيل وبقاء قاعدة الرادار الموجودة في ملاطيا.
الثورة العربية هي التي حملت مرسي الى السلطة واطاحب بالالعوبة الصهيونية مبارك. ينبغي علي مرسي الانفصال عن تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر. وذلك لانهم حلفاء الامبريالية المعادية للثورة، وادرعة اسرائيل. وفي حال العكس، فأن مرسي الذي اوقف الثورة حتى اليوم، سيكون اليوم اتخذ موقف مضادا للثورة.
لتنهار الدولة الاسرائيلية الصهيونية!
واخيرا اوضح داوداوغلو الموقف السياسي لتركيا مرة اخرى بالقول، لا يمكن حل هذه المشكلة بدون تأسيس "دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية". هذا الموقف السياسي ، هو طلب لمشاركة الدول العربية ومصر وحماس التي تحاول السيطرة عليها. هذه سياسة رجعية. هذه اسم السياسة التي اكسبت وجود اسرائيل في الاراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس الشرقية. ان فلسطين المقسمة بمستوطنات صهيونية مقسمة في الضفة الغربية وغزة، عبارة عن فلسطين مولودة وهي ميتة. ان المحاولة لانشاء "فلسطين مستقلة" كهذه، الوجه الثاني للقول "لتعيش اسرائيل". طريق الحرية مسدود امام فلسطين من دون انهيار اسرائيل!
لينسحب الجنود الاتراك من قوات اليونوفيل!
ليتم ازالة نظام الدرع الصاروخي الموجود في ملاطيا!
لتفتح مصر بوابة رفح لجميع انواع المساعدات! انهاء الحصار المفروض على غزة!
سلحوا شعب غزة ضد جهاز الموت الصهيوني!
لتمزق اتفاقية كامب ديفيد التي جعلت مصر مساعدة الصهيونية!
لتنهار اسرائيل الصهيونية! لنتقدم من اجل دولة فلسطينية موحدة وعلمانية واشتراكية للشعوب العربية واليهودية على الاراضي الفلسطينية التاريخية!
22 تشرين الثاني / نوفمبر 2012
اللجنة المركزية لحزب العمال الثوري